يقال: «لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويضاده في الاتجاه»، هكذا كان يرى نيوتن الأمر بالنسبة للمادة، ولكن هل هذا القانون يمكن تطبيقه على البشر، أعني على الحضارات، أو تصادم الحضارات؟
التاريخ يخبرنا أنه كان هناك دائما صدام بين حضارتين، وكان الصدام يحدث على المستوى الجغرافي منذ أول حضارة إلى الآن، بغض النظر؛ هل هذا الصدام حرب ساخنة كما حدث عبر التاريخ، أو حروب باردة كما حدث في القرن الماضي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، (فالرأس مالية) و(الاشتراكية) تصادمتا في كوريا وكوبا وفيتنام وأفغانستان وأفريقيا.. الخ.
إلى أن نتج عن هذا التصادم تفتت الاتحاد السوفيتي وانحساره جغرافيا كقوة أو كحضارة كانت تتقاسم الأرض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكان العالم يشاهد هذا الصراع وينقسم فيما بينه، إلا نحن أبناء يعرب، كنا وعلى نحو ما نريد لعب دور أكبر منا، فدخلنا كطرف ثالث لم ينتبه له أحد سوانا، فيما بعد حاولنا لعب دور الاتحاد السوفيتي، مع أن حضارتنا ثابتة أو جامدة وليست متحركة، بسبب رفضنا للنقد أو تقديسنا للآباء والأجداد.
فحدث أمر مختلف عما كان يحدث بين روسيا وأمريكا على مستوى الجغرافيا، فنحن أبناء يعرب وبسبب جمود حضارتنا كنا مع كل تصادم غير متكافئ لا ننحسر على مستوى المكان، بل على مستوى الزمان.
وبدل أن يوقظنا هذا الصدام من ثبات الفكر وركوده؛ لنعيد قراءة واقعنا ونحاول اكتشاف الخلل من خلال نقد الذات، كانت الصدمة تعيدنا داخل التاريخ.
كل صدام مع الغرب يرجعنا للتاريخ أكثر، وأظن لو ينصت البعض لما يردده أبناء يعرب مع كل أزمة أو كل صدام، سيكتشف ما الذي يفعله صدام حضارة متحركة مع حضارة ثابتة، ففي بداية أزمة فلسطين صرخنا (أين صلاح الدين؟)، ثم مضينا نصرخ (وا معتصماه)، فيما بعد بحثنا عن خالد بن الوليد في القبور ليقود حربنا الجديدة، حين بدأت القنوات الفضائية تحمل لنا صداما جديدا، والمتمثل بعدل مجتمعات الغرب وحقوق الفرد وقيمته في مجتمعه، كنا قد وصلنا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لنجابه هذه الحضارة المتحركة.
ما يخيفني أن يستمر أبناء يعرب في هذا الصدام دون التوقف قليلا لنسأل أنفسنا لماذا توقفت حضارتنا وأصبحت ثابتة؟
فنوغل أكثر في التاريخ، ومع صدام جديد واتهام جديد بالعمالة، أعني اتهام كل منا الآخر بأنه عميل يعمل لمصالح الغرب، سنجد أنفسنا عدنا لحروب الجاهلية، فندخل حربا لا نهاية لها، لأنه لن يأتي رسول جديد ينتشلنا من الجاهلية.
يقول رئيس البوسنة والهرسك سابقا علي عزت بيغوبتش (رحمة الله عليه): "لو قدر لي سأدخل في جميع مدراس الشرق الإسلامي دروسا عن (الفكر النقدي) فالشرق على خلاف الغرب لم يمر بهذه المدرسة القاسية وهذا هو مصدر معظم ظواهر قصوره»، وأظنه صدق، ترى متى نعود من التاريخ؟
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة
التاريخ يخبرنا أنه كان هناك دائما صدام بين حضارتين، وكان الصدام يحدث على المستوى الجغرافي منذ أول حضارة إلى الآن، بغض النظر؛ هل هذا الصدام حرب ساخنة كما حدث عبر التاريخ، أو حروب باردة كما حدث في القرن الماضي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، (فالرأس مالية) و(الاشتراكية) تصادمتا في كوريا وكوبا وفيتنام وأفغانستان وأفريقيا.. الخ.
إلى أن نتج عن هذا التصادم تفتت الاتحاد السوفيتي وانحساره جغرافيا كقوة أو كحضارة كانت تتقاسم الأرض مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكان العالم يشاهد هذا الصراع وينقسم فيما بينه، إلا نحن أبناء يعرب، كنا وعلى نحو ما نريد لعب دور أكبر منا، فدخلنا كطرف ثالث لم ينتبه له أحد سوانا، فيما بعد حاولنا لعب دور الاتحاد السوفيتي، مع أن حضارتنا ثابتة أو جامدة وليست متحركة، بسبب رفضنا للنقد أو تقديسنا للآباء والأجداد.
فحدث أمر مختلف عما كان يحدث بين روسيا وأمريكا على مستوى الجغرافيا، فنحن أبناء يعرب وبسبب جمود حضارتنا كنا مع كل تصادم غير متكافئ لا ننحسر على مستوى المكان، بل على مستوى الزمان.
وبدل أن يوقظنا هذا الصدام من ثبات الفكر وركوده؛ لنعيد قراءة واقعنا ونحاول اكتشاف الخلل من خلال نقد الذات، كانت الصدمة تعيدنا داخل التاريخ.
كل صدام مع الغرب يرجعنا للتاريخ أكثر، وأظن لو ينصت البعض لما يردده أبناء يعرب مع كل أزمة أو كل صدام، سيكتشف ما الذي يفعله صدام حضارة متحركة مع حضارة ثابتة، ففي بداية أزمة فلسطين صرخنا (أين صلاح الدين؟)، ثم مضينا نصرخ (وا معتصماه)، فيما بعد بحثنا عن خالد بن الوليد في القبور ليقود حربنا الجديدة، حين بدأت القنوات الفضائية تحمل لنا صداما جديدا، والمتمثل بعدل مجتمعات الغرب وحقوق الفرد وقيمته في مجتمعه، كنا قد وصلنا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لنجابه هذه الحضارة المتحركة.
ما يخيفني أن يستمر أبناء يعرب في هذا الصدام دون التوقف قليلا لنسأل أنفسنا لماذا توقفت حضارتنا وأصبحت ثابتة؟
فنوغل أكثر في التاريخ، ومع صدام جديد واتهام جديد بالعمالة، أعني اتهام كل منا الآخر بأنه عميل يعمل لمصالح الغرب، سنجد أنفسنا عدنا لحروب الجاهلية، فندخل حربا لا نهاية لها، لأنه لن يأتي رسول جديد ينتشلنا من الجاهلية.
يقول رئيس البوسنة والهرسك سابقا علي عزت بيغوبتش (رحمة الله عليه): "لو قدر لي سأدخل في جميع مدراس الشرق الإسلامي دروسا عن (الفكر النقدي) فالشرق على خلاف الغرب لم يمر بهذه المدرسة القاسية وهذا هو مصدر معظم ظواهر قصوره»، وأظنه صدق، ترى متى نعود من التاريخ؟
S_ alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة